الرئيسيةاخبار الاصلنبيل عودة … بدأ الشوط الأول من لعبة الانتخابات
اخبار الاصل

نبيل عودة … بدأ الشوط الأول من لعبة الانتخابات

بدأ الشوط الأول من لعبة الانتخابات

 

 

 

نبيل عودة

 

 

 

انتخابات الكنيست على الأبواب. تعالوا نلقي نظرة سريعة. بيبي نتنياهو بطل الديماغوغيا التي صارت بضاعة فاسدة للشارع اليهودي أيضا ، اليوم تتميز السياسة في عصر نتنياهو بما يسميه الاعلام الاسرائيلي “هو وليس انا” أي الكل متهمين بالفشل وليس أنا ، وهذا مضمون  المؤتمر الصحفي الانتخابي لبيبي نتنياهو وتصفيته الحسابات مع شركائه(لبيد وليفني) “هم وليس انا” ، لن يجد حوله الا مجموعة متطرفين غوغائيين ، مما يجعلني ارى انه استنفذ شطارته، يجب عدم الإستهتار بما يجري في الشارع اليهودي، اسرائيل دولة من اغنى دول العالم، بدخل مقدارة حسب الناتج القومي الاجمالي 40.5 الف دولار للفرد الواحد. كانت قبل 20 سنة في المكان ال 60 وفرنسا مثلا في المكان الثاني، اليوم اسرائيل في المكان ال 20 عالميا وفرنسا تدحرجت الى المكان ال  30 . كيف سيؤثر ذلك على الانتخابات؟ سيكون له تاثيرا باتجاهين، اتوقع ان الموضوع الاجتماعي سيستعيد حدته وجماهيريته، بالمقابل اليمين الفاشي سيتجمع وراء نتنياهو وبينت والصراع بينهما لن يكون على الاقتصاد او الرفاه الإجتماعي، انما على من أشطر بتعميق الاحتلال والنهب الاحتلالي لفلسطين.

 

الأحزاب العربية..في كل معركة يدرج مشروع توحيد العرب بقائمة انتخابية واحدة. لا استهتر بوجود 11 او 15 عضو كنيست عربي. لا اطرح هنا سؤال عن جدوى وجود العرب في الكنيست، انا شخصيا ارى اهمية لوجود  نواب عرب في الكنيست، لكن لا نتجاهل ان رفع نسبة الحسم تقف عائقا على الوصول للكنيست، الى جانب ان ثقة الجمهور العربي باحزابه تتقلص باستمرار، لكنه ليس موضوعي الآن. 

 

لا ضرورة لنكون خبراء في الحياة السياسية في اسرائيل ، افهم ان السياسة في اسرائيل اصبح فسادها يزكم الأنوف. اليسار ليس يسارا عندما يكون الحديث عن الفلسطينيين. اليسار ليس يسارا اجتماعيا خاصة عندما تقرع طبول الحرب… وهل كان اسبوعا لم نسمع به قرع نتنياهو لطبول الحرب؟..مرة ضد الفلسطينيين، مرة ضد ايران، مرة ضد حزب الله ومرة ضد حماس.

 

الأحزاب العربية.. 

 

نحن نتحدث عن ثلاث مجموعات حزبية، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة( الحزب الشيوعي – عمليا هو حزب يهودي عربي) القائمة العربية الموحدة، عمليا تحت سيطرة الحركة الاسلامية الجنوبية، بعد ان تراجع دور ومكانة الحزب اليمقراطي العربي في القائمة ( الحركة الشمالية بقيادة الشيخ رائد صلاح تقاطع الانتخابات) ومعها الدكتور احمد الطيبي (حزب التغيير)، وحزب التجمع الوطني ( مجموعة عزمي بشارة).

 

جرت مفاوضات التوحيد وكان واضحا ان الحزب الشيوعي والتجمع الوطني أقرب فكريا الى بعضهما. فهما حزبان علمانيان وبالتأكيد علمانيتهما اقوى من أي رابط آخر مع الحركة الاسلامية. هذا ما يقوله المنطق. لكن لا منطق في السياسة. منذ تأسس حزب التجمع الوطني بقيادة الراحل الى قطر عزمي بشارة، وهو حزب حليف للحركة الاسلامية ضد الحزب الشيوعي، ومنذ صارت قطر صاحبة الملايين التي تنثر على عزمي بشارة، تعمقت اسلامية التجمع بمواقفه الانتخابية. 

 

في كل معارك انتخابات  للمدينة العربية الأكثر اهمية في اسرائيل (الناصرة)  وقف التجمع ضد الجبهة  ودعم الإسلاميين بلا تردد.. ويمكن القول ان التجمع بفشله في الناصرة، نجح باسقاط الجبهة (طبعا بدون التطرق لتراجع قوة الجبهة). هذه سياسته وهي ليست سياسة ارتجال. اليوم علمت ان جناحا نشيطا وكبيرا من اعضاء التجمع الوطنيين حقا تركوا دكانة عزمي بشارة ويوجهون له انتقادات كنت اوجهها له منذ عقدين على الأقل. اقاموا حزبا سياسا باسم “حركة كفاح – حزب سياسي”.

 

بالنسبة لي التجمع الوطني  لا يمكن تصنيفه باليسار الا اذا اعتبرنا الثرثرة سياسة يسارا.. ولا بالحزب القومي، الجعجعة ليست قومية. النهج السياسي غير واضح المعالم. مواقفهم تحدد في قطر.. كما يتهمهم الكثير من المنشقين من صفوفهم.  ويقولون انه منصة للربح للزعيم المغادر.. وربما له “دور” محلي لم يكشف ببشاعته بعد.  كل تاريخه السياسي كان تخريبا على اليسار العربي في اسرائيل وعلى القوى الوطنية (ربما في العالم العربي أيضا). لا اتهم “قادة ” حزبه  مباشرة، اعتقد ان بعضهم ضُلل ، بعضهم ارتزق وفات الوقت بالنسبة للبعض الآخر عن التراجع، وفئة واهمين ربما لم يسمعوا بعد ان عزمي من رجال النظام في قطر.

 

من هنا هل يمكن ان يتحد التجمع مع الحزب الشيوعي؟  اطرح ذلك للتفكير المنطقي  في اللامنطق السياسي مع نهج بدأ يتفكك تنظيميا، ويواجه نهاية المشوار.

 

ساقول بوضوح، من ادوار عزمي التي برزت خلال نشاطه السياسي قبل ان يهرب الى قطر كان القضاء على الحزب الشيوعي. لحساب من ولخدمة من؟ هل لذلك أهمية؟ 

 

من المؤسف ان الحزب الشيوعي لم يدخل بنقاش جاد مع التجمع وادواره المدمرة على الساحة الوطنية.. النشر الإعلامي لم يربط بين الدور للزعيم في قطر والنهج السياسي في الواقع العربي داخل اسرائيل.

 

اقول بوضوح: لن يكون أي اتحاد بين الحزب الشيوعي والتجمع. التجمع لن يتحد الا مع الاسلامية.. والاسلامية لن تتحد الا معه..لا تصدقوني؟ اسالوا قطر!! واكاد اظن( رغم ان بعض الظن اثم) ان الاتفاق بين الجانبين جاهز اكثر مما نعتقد.. ولعزمي الكلمة الفصل قي ذلك.. تأجيل توقيع اتفاق الدمج هي لحسابات لا علاقة لها بالسياسة..ربما ببعض الخجل.. لكن مقاعد الكنيست فوق المنطق البسيط . اتوقع ان يكون اتفاقهم سلبيا على الجانبين. لكن ما يقرر سياسة التجمع  لا علاقة له بأي مبدأ سياسي بديهي.

 

السؤال عن مصير د. احمد طيبي ( حزب التغيير العربي) من مركبات القائمة العربية؟ بينه وبين عزمي خلاف عميق. لا اظن ان التجمع  (او من يحرك دمى التجمع) يريده. هل سيجد مكانا له في الجبهة؟

 

هل باستطاعة قيادة الجبهة ان تتغلب عى الرفض الواسع لمثل هذه الوحدة مع الطيبي، خاصة باعطائة مكانا مضمونا في قائمتها؟

 

الطيبي لوحده لن يتجاوز نسبة الحسم. اثبت انه برلماني ناجح. في الجبهة يجري الحديث عن دخول جيل جديد، مثلا ايمن عودة سكرتير الجبهة ونبيلة اسبنيولي من قادة الجبهة في الناصرة .   كان  متوقعا ان يحلان مكان  محمد بركة وحنا سويد في الكنيست. لكن الكنيست حلت قبل التبديل.  

 

لا اعرف كيف ستشكل الجبهة قائمتها. هل سيظل بركة ليقود الجبهة للكنيست القادمة ثم يستقيل ام يطرح مرشح آخر لم يكن بالحساب رغم ان اسمه تردد سابقا بشكل واسع واعني رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة السابق صاحب تجربة سياسية وبلدية هامة لا يمكن تجاهلها؟ 

 

 

 

nabiloudeh@gmail.com

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *