الرئيسيةاخبار الاصللن احترم مؤمن حتى يثبت انسانيته! بقلم: د. اكرم حسون
اخبار الاصل

لن احترم مؤمن حتى يثبت انسانيته! بقلم: د. اكرم حسون

 

 

خلال العقد الأخير، برزت في الشرق الأوسط الأحزاب الدينية المتطرفة، حيث اخذت هذه الجمعات المتطرفة بالسيطرة على مجريات الحياة والشعوب خاصة بعد اندلاع ما سمي “بالربيع العربي”، حتى أضحت هذه “العصابات” تأثر على كل فرد منا في جميع الدول العربية وحتى دولة إسرائيل.

لست بحاجة في هذا المقال لأثبت لك اخي القارئ عن حدوث المجازر والقتل والذبح التي تسبب به الأنظمة المتزمتة، ولسنا بحاجة ان نثبت ان هذا التزمت الحق الضرر في تلك الشعوب وأضحى يقلق راحة كل انسان يعيش في الشرق الأوسط!

الحرب القائمة في قطاع غزة في محاولة لردع احد هذه المنظمات الإرهابية “حماس” يثبت مجددا، ان الانسان البسيط والشعب يدفعان الثمن في نهاية المطاف، لتزداد المنطقة توترا وليقع الالاف الابرياء ضحية من اجل إرضاء مرسلين هؤلاء الأجر الذين يتاجرون في شعوبهم من اجل المال مستخدمين اسم الدين ومتحدثين بلسانه وكأنهم اضحوا مبعوثين من قبل الرب!

ان ظهور هؤلاء الإرهابيين في سوريا والعراق وليبيا ومصر والجزائر والسودان وفي غزة أيضا، دمرت مستقبل الشعوب العربية تدميرا نكاد نستطيع التخلص منه في قرون متتالية! وكل ذلك لماذا؟ فقط لخدمة بعض الدول التي تبحث خلف السيطرة وتوسيع نفوذها في المنطقة! ولم نتخلص من القتل والذبح الا بعد ان نتخلص من هذه المنظمات المتزمتة والارهابية.

ان ما يحدث في الشرق الأوسط ينعكس بشكل مباشر على ما يحدث داخل البلاد، ففي اعقاب الحرب اخذت الأجواء تتوتر بين الطوائف داخل الدولة، واقسمت الآراء بين معارض واداعم للحرب او بين موالي ورافض للدولة، وما لفت انتباهي وحرني على كتابة هذا المقال هو الاتهامات الأخيرة بحق أبناء الطائفة الدرزية، هذه الافتراءات تأتي من كراهية وحقد لم يسبق لهما مثيل، عاريين عن الصحة ولا يقبلهما أي رجل عاقل في المعمورة، فالدروز هم شعبا يبحث خلف السلام والعيش في محبة، تعلموا واعتادوا على احترام الغير وخاصة احترام المجتمع الذين يعيشون به، يتعاملون بإخلاص مع من يحترمهم ولا يخونون النسيج الاجتماعي الذي فرض عليهم! وعلى ذلك يخدم ابناءنا في سلك الدولة وفي الجيش من قناعة اننا يتوجب علينا ان نكون شركاء في المجتمع الذي نعيش به.

لنعد للاتهامات بحق الطائفة من قبل بعض الذين يسيرون كالعمياء خلف الشعرات التي خذلت القضية العربية في الشرق الأوسط، توادنا في هذه المنطقة قبل قيام دولة إسرائيل التي نعتبرها دولتنا ولم نتاجر يوما بالعروبة ونتخاذل عليها، فقط للتذكير بقيت الالاف من كافة الطوائف العربية في بيوتها بفضل اشخاص والقيادة الدرزية، قرى عربية كاملة متواجدة اليوم بفضل الطائفة المعروفية لان ابناءها تخلوا عن الشعارات الفارغة التي سببت في نهاية الطريق الى تشرد الشعب الفلسطيني.

على كل ليس لنا فضل، فهذه عاداتنا وهذه قيمنا وهذه شيمنا، اما بالنسبة للاتهام باننا خون كوننا نخدم في جيش الدفاع من قبل بعض الاخوة في الطوائف العربية في البلاد، فهذا امر يثير للشفقة! هل علمتم ان عدد الجنود والذين يعملون ويخدمون في جيش الدفاع والمؤسسات الأمنية في البلاد من الطائفة السنية يفوق عدد الدروز الذي انخرطوا في الجيش؟! مع العلم ان هنالك قانون يفرض علينا الخدمة الاجبارية منذ عام 1956.

عودوا الى التاريخ وراجعوا الحقائق، ستروا بأم اعينكم كم قدمت الطائفة الدرزية وضحت من اجل استرار الدول وتحريرها من الانتداب الفرنسي والبريطاني، عودوا الى الكتب كي تتعلموا ماذا جرى أيام الثورات في سوريا ولبنان وغيرهم من بلاد!

نحن نخدم في الجيش ولا نختبأ خلف اعمالنا، نحن لا نساعد طائرات إسرائيل على قصف بيوت الشعب الفلسطيني ولا نعلم البيوت السيارات! بل انتم من يفعلون ذلك ليلا.
نحن لا نحرق مساجد ولا ندمر كنائس كما هو حال الشيعة والسنة في العراق.
نحن لا نقتل الأطفال كما تفعل “داعش” الإسلامية في سوريا في اسم الدين!
نحن لا نغتصب النساء كما تفعل جبهة النصرة في العراق وسوريا.
نحن لا نحتكر شعبنا كما تحتكره القيادة العربية والتي تخون شعبها وتستغله وتتاجر به.
نحن لم نتاجر بأراضينا ولم نبيعها للمستوطنين والغرباء كما فعل قاداتكم.
نحن لا نتامر مع الموساد والشباك مثل قيادتكم وبعدها تظهر وكأنها تدافع عنكم كشعب. قاداتنا لا تبذر أموال الشعب على القصور والبواخر والطائرات والشعب بتضور ويموت جوعا.

رغم الحرب الصادقة ضد منظمة الإرهاب “حماس” وليس ضد الشعب الفلسطيني يتوجب على كل صاحب ضمير الاعتراف ان الشعب العربي داخل إسرائيل، هو الشعب الوحيد من بين الشعوب العربية في العالم الذي يتمتع بديمقراطية وبحرية التعبير عن الراي والفكر بشكل مطلق والعيش بكرامة (اكبر اثبات حنين زعبي).

لم تفيد الاتهامات والتحريض علينا، فبعد التجربة لا مفر من ان نبقى مواطنون إسرائيليون مرفوعين الراس! أيضا اثبتت التجارب الماضية اننا لا نعتدي على احد ولا نقبل ان يعتدي علينا احد، واذا حدث فيا هيهات! نحن دعاة سلام نبحث خلف العيش بكرامة واحترام جميع الشعوب والديانات! فعيدوا النظر في اتهاماتكم قبل فوات الأوان!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *