الرئيسيةاخبار الاصلآسيا عزه …. انا والمرض
اخبار الاصل

آسيا عزه …. انا والمرض


لا اعرف ما اسميها رحلتي , قصتي ام معاناتي ؟
بدأت في شباط 2020
كنت اجلس وعائلتي حينما وضعت يدي على صدري وإذ بي اشعر بوجود شيء قاس .. اعدت يدي مره أخرى الى ذلك المكان فأحسست بشيء غريب .. في تلك اللحظة تسارعت دقات قلبي وبدأت اشعر بالتعرق .. لحظات ثم هدأت وقررت ان ابعد تفكيري عن هذا الشيء لأني كنت دائما أخاف ذاك المرض اللعين …
لكن بدأ الشك يراودني والقلق ينتابني حتى قررت ان اذهب للطبيب لعمل الفحوصات اللازمة للاطمئنان
خضعت لكل الفحوصات وكانت فترة سريعة لم تستغرق ألا ثلاثة أسابيع حتى عرفت اني اعاني من سرطان الثدي ذاك المرض اللعين والقاتل الذي عرفناه وأعتدنا عليه، انه مميت .. ولكننا أحيانا ننسى اننا سنموت بالمرض او بغيره .
كانت فترة الفحوصات من اصعب ما مر علي طيلة حياتي .
انا بطبيعتي انسانة مؤمنة لكن عقلي الباطني يفكر في أشياء ويتخيل أشياء لم تحدث ” الأفكار تصبح وقائع “
فهذه المرة عقلي استجاب لإحساسي, وما كنت اخافه حدث معي.
أهو امتحان أم قضاء وقدر ,ولكن دائما احمد الله على هذه الهدية
لأن الله اذا احب عبده ابتلاه .
وبدأت رحلتي مع السرطان عندما اخبرني الطبيب انني اعاني من ذلك المرض، عندها انهرت للحظات ثم عدت الى نفسي لأني كنت قد زرعت تلك الفكرة في مخيلتي .
لا اعرف هل خطأ ما فعلت ام صواب؟، احترت أي طريق اختار، ان أعيش المرض قبل ان اتأكد اني مريضة ام ابعد فكرة المرض عن مخيلتي؟ .. لكني اخترت ان أعيش على فكرة اني مريضه حتى اتقبله ويكون اسهل علي ..
عشت فترة من المعاناة ,الألم ,القلق واليأس
كنت أخاف ذلك المرض واصبح جزءً مني يعيش معي وبداخلي وقررت ان اهزمه واحطمه قبل ان يحطمني .
كنت أرى زوجي وأولادي، وهم ثلاثة شبان في ريعان عمرهم، هم حياتي وأملي، هم بحاجة لي وأنا ضعيفة ومنهارة … كان قلبي يحترق ..
ولكن بقوة الله تعالى بدأت اتعافى من الداخل وبدأت أرى الحياه بمنظار التفاؤل، انني يجب ان احارب حتى اهزمه من أجل عائلتي ثم نفسي … 
كنت كل ما أخافه من ذلك المرض هو العلاج الكيماوي، فكنت دائما ادعو الله ان لا احتاجه.. لكن إرادة رب العالمين فوق كل شيء والحمدلله على كل شيء.
كنت أخاف ان يسقط شعري ويتغير شكلي، ولا اريد لعائلتي ان تعيش معي هذه الحالة، لكن الله أراد ذلك.
انا مؤمنة وراضية بما قسمه الله لي، هو الشفوق الرحيم وهو يضع الداء ويبعث الدواء.
عندما اخبرني الطبيب انني سوف ابدأ بالعلاج الكيماوي وان شعري سوف يتساقط وهو اكثر شيء مؤلم وقاس ويصعب تقبله ,لكنني قررت ان أعيش الوضع كما هو لان الله خصني وميزني به..
وبدأت رحلتي مع العلاج الكيماوي وها انا أعيشها بحلوها ومرها وألمها ومعاناتها , وقد تساقط شعري . ولكني لست حزينة بل بالعكس أنا سعيدة ومتفائلة بانه تنتظرني أيام جميلة وسعيدة .
أنا انتظر العلاج بفارغ الصبر وأتمنى ان تمر الأيام بسرعة كي انتهي منه , واتخلص من ذلك الغريب الذي يسكنني ويشاركني حياتي وأعود اقوى واكثر تفاؤلا وحبا للحياة ولأبدأ حياة سعيدة وجديدة بأذن الله تعالى ..
كم كنت أخاف ذلك المرض , ولكن الله ارسله لي كي يقويني ويقول لي: لا تخافي من شيء والله موجود
هذه التجربة من أصعب واهم ما حدث معي في حياتي ,علمتني أشياء كثيرة وارتني قدرات في نفسي لم أكن اعرفها , وكشفت لي اهتمام وحب من حولي ..
ان الايمان الصبر القوة والامل هو علاج ذاك المرض , فالحمد الحمد لك يا ربي …

اسيا عزه
بيت جن
20630

” نتمنى لك يا أسيا الشفاء العاجل ”  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *