الرئيسيةاخبار الاصل** كَيفَ يكونُ التطوُّرُ سبباً في التدهوُر ؟ **، بقلم: عادل اسماعيل خطار
اخبار الاصل

** كَيفَ يكونُ التطوُّرُ سبباً في التدهوُر ؟ **، بقلم: عادل اسماعيل خطار


إذا كانت الأكلَةُ مالِحة أو لَزَّقت الطِواية و شاطت الطبخة , أو رُبّما كانت غير مستويَّة , فالهاتف الخليوي هو السبب !

إذا فشلَ الطُلّابُ أو قصَّروا في واجباتِهِم ودراستِهِم , فَ ” واتس أبِّهِم ” أو ” واتس أب ” أهلِهم هو السبب !
إذا رأَيتَ سيارةً تنحَرِفُ عن مسارها وترتطِمُ بِأُخرى أمامها أو تَخُشُّ في جِدارٍ لا يتزحزحُ ف ” التويتر ” هو السبب !
إذا ما تكاسَلَ أَحدٌ في نهوضِهِ إلى أرضِهِ وعملِهِ , فليسَ من تَعب إنّما الحاسوب هو السبب ولا عجب , هو السبب في التعب !
إذا ما قَصَّرنا في حقِّ ضيفِنا ونسينا احترامَ أهلِنا وغفلنا عن الدِّينِ والمَذهب الذهب فالتلفزيون الذكيّ هو السبب !
إذا ما سمعنا بكاء وصراخ طفلٍ فَ ” لا من جوع ولا موجوع ” , وَ ” لا نُعطيهِ نصفَ عُمرِنا ” فما من سبب سوى انشغال الأهل بال” فيس بوك ” !
إذا ما رأيتَ الناسَ يمضون إلى شؤونِهِم مُنَكَّسي الرؤوس مُستَطرِقين مُصطَدِمين بالحيطان ف ” الانستا غرام ” هو السبب !
إذا ما تَداخَلَ الطنينُ في برنامجنا اليوميّ ليلاً ونهاراً بلا كللٍ ولا ملل , وبلا وازعٍ أو رادِعٍ , فلا عَجَبَ فالذبابُ يَطِنُّ أيضاً ولكنه يستريحُ ليلاً , ولا عجب ف ” الواتس أب ” هو السبب ولا عجب !
إذا ما أصبحت الأرضُ بور ومهملَةً الدور والعلاقات الإجتماعيَّةِ في تَدَهوُرٍ وَقُصور , والعيون في محاجرها تغور والوجه في شحوبٍ والهِمَّة في فتور ودائرة التقَوقُعِ فينا تَدور , فالحاسوب هو السبب !
إذا انحَرَفَ المزاجُ وَأُصِبنا بالدُوار , وانقطَعَ السلامُ وغابَ الحِوار , ومضى كُلٌّ إلى ” واتس أبِّهِ ” فلا عجب ” التويتر” هو السبب ! لا عجب , “الانستا غرام ” تحت الطلَب والحاسوب , والفيس بوك والواتس أب والهاتف الذكيّ والتلفزيون الذكيّ , ليس علينا سوى استعمالها لحاجتها بكل لطفٍ وَأدب !!
ملحوظة :
هذا الكلام لا ينطَبِقُ على المُلتَزِمين باستعمال التقنيّات على أُصولها وحسب الحاجةِ إليها كَعلاقَةِ مُديرٍ أو مُقاوِلٍ بِعُمّالِه , أو معلّم بطلابِهِ وما إلى ذلك في تنظيم المواعيد والدقّة في اداء المهام ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *