الرئيسيةاخبار الاصلالكحول والسموم = الأنحراف الأجتماعي بقلم أحمد جمال سعد
اخبار الاصل

الكحول والسموم = الأنحراف الأجتماعي بقلم أحمد جمال سعد

بقلم أحمد جمال سعد

״ نصحك شخص بقسوة, لا تقاطعه بل إستفد من ملاحظته,فوراء قسوته حب عميق, ولا تكن كالذي كسر ساعة منبه لم يكن لها ذنب إلا أنها أيقظته״ ..إن ما أبغي نقله عبر هذا المقال هو التوعية لشبابنا رواد مستقبلنا،الذين سيتوجون ماضينا ويخططون ويذكرون حاضرنا والأهم بأنهم بناة المستقبل.
ليس سراً أننا بأوج عصرٍ صعبٍ ومعقد،به آفاتٍ كانت قليلة وشبه معدومةٍ في الماضي وحتى الماضي القريب،منذ سنين قليلة لم يكن دارجا أبدا شرب الكحول بشكلٍ علني،في السيارة على الطريق،كل مداخل القرية،كل موقع خلاب أصبح محطة لشرب الكحول ، حتى المقبرة العسكرية التي فيها من دفع حياته ثمنا لنعيش بأمن وسلام أصبحت مقهى محلي وخاص بمن يود الإستولاء عليه،هل هذا ما نصبو إليه كبلد وكطائفة من الأقليات؟ طبعا لا،وألف لا…هل منكم من يذكر متى وأين كنا نسمع ونرى بقريتنا علامات لتعاطي المخدرات على أنواعها!! لم تكن هذه الأمور دارجة بحكم العادات والتقاليد والخوف على الأرض والعرض وحفظ الإخوان وكل ما كبرنا وتربينا عليه من عادات أصيله وإحترام الغير مهما كلف الأمر.أنا أعد نفسي اليوم جيلاً مخضرماً حظي بالمرور بكلا الفترتين،الفترة القديمة الشبه نظيفه من الأمور التي ذكرتها،والفتره الحالية التي تؤدي بأولادنا إلى طريق الإنحراف الإجتماعي الذي يكلفنا ثمنا باهضاً على مستوى القرية والطائفة .
إذا نظرنا وحاولنا تحليل ما هي العوامل التي تقود الشباب اليافع(المراهقين) لتعاطي الكحول والمخدرات ،ممكن أن نعد الكثير من الأسباب ،فيبدأ المراهقون هذه المشكلة بريئين بالتجريب والاستطلاع لسّد حاجات فضولهم وكشف خبرات جديدة، والشعور بالارتياح، والرغبة بالتشبه بالكبار، والتوافق مع الجو العام لمجموعة الأقران، متناولين بهذا كحولاً ومواداً مخدرة مسموحة أو متداولة للاستعمال اليومي للناس مثل: “السبيرتو” وبعض الأدوية المُهدئة، وشمّ الأبخرة المتطايرة من بعض الأصباغ والمحاليل والأغرية ( جمــع غراء ) المستخدمة مع الأخشاب والمعادن عند إعدادها منزليـــــــاً،، أو بعض أدوية السعال وإصابات البرد والأضطرابات وتنظيم عادات النوم.كل هذه العوامل نضيف إلى ذلك شدة إنشغال الأهل في عصرنا،كل هذا يؤدي إلى إنحراف الشاب أو الشابه بسرعة إلى دوامة خطره صعب الخروج منها وبالتالي إلى الإنحراف الإجتماعي الذي يعود بالضرر على كل المجتمع.
أنا على معرفه بأن منكم من يتسائل الآن وخاصة الشباب،،ما بال هذا الشخص ؟هل جاء ليعلمنا أصول الحياة؟لم أتي لأعلم أي شخص أيا كان كيف وأين عليه قضاء وقت فراغه،ولكن أود نصيحتهم بالسعي وراء فعل الأفضل لمستقبلهم،فإن لم نسعى للتوعية وتقديم النصيحة بعد التجارب فنكون قد عبّدنا الطريق للإنحراف الإجتماعي لشبابنا خاصة ومجتمعنا عامة.
نحن اليوم كأهل مسؤولين عن مستقبل أولادنا مجبرون بمراقبة الشباب اليافع خاصة،وعلينا الوقوف عن كثب وراء كل تصرّف،فهنالك علامات بالخط الأحمر والعريض وهي دلائل أن شيئا ما غير طبيعي يحدث،فمثلا الفشل في المدرسة وبدء التسرب وعدم الانتظام في دوامها، والميول السلبية نحوها وتعددّ المشاكل النظامية فيها ، الانحراف السلوكي مثل اللجوء إلى السرقة والعنف حتى داخل البيت،الشعور بالإعياء والآلام الجسمية.. واحمرار العينين والسعال المتواصل،التصرف بعدوانية زائده حتى مع الأطفال،وهنالك الكثير من الأسباب التي من الممكن عبرها إكتشاف حقائق مؤلمة ومداواتها قبل فوات الأوان.وعلينا دائماً بنشر التوعيه والنصيحة حتى لغير طالبها فلن نخسر شيئا…وكما قيل عن أرسطو الحكيم : ” من يهزم رغباته أشجع ممن يهزم أعداءه . لأن أصعب إنتصار هو ألإنتصار على ألذات”…هذا ما علينا زرعه في نفوس شبابنا ليكونوا شجعان وينتصرون على الذات والنفس وبها الشهوات الكثيره لألا يتخطو الحاجز الأحمر وعندها يكون قد فات الأوان .
لن أستطيع إكمال المقال قبل أن أكون صادقا مع نفسي ومعكم وأجيبكم على كل تساؤلاتكم مثل:هل شربت وتشرب الكحول؟ الإجابة نعم..شربت الكحول بشكل تحت السيطرة وخارج عن إطار الإدمان،يعني ليس بالجديد أننا نشارك في مناسبات فرح وحفلات وغيرها ،وهناك يتم تقديم المشروبات الروحية بأنواعها،وأنا وغيري من الناس قمنا بتناولها،فالأمر لا يقتصر عليّ أو على غيري من الناس من محامي ودكتور وقصار وحداد وهلم جراً،الفرق الوحيد والأساسي ،ولنكن واقعيين،هو كيف تتم هذه العملية ؟ هل هي تحت السيطرة وبكمية مقبوله،،أم بدون سيطره ولا حساب للنتائج!!هنا يكمن السر الأساسي والكبير!الأحسن من دون هذه المشروبات،لكن من يرى ويصر على إستهلاكها يجب أن يعرف متى،كم ،كيف وما النتيجة .. لقد كنت صريحا معكم،فكونو صريحين مع أنفسكم ومستقبلكم.
في النهايه أود شكر موقع الأصل على منحي أنا وغيري هذه الفرصة القيمه للكتابه والتوعية ولنا ولكم التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *