الرئيسيةاخبار الاصلقصة الخادم الامين، بقلم: احمد جمال سعد -بيت جن
اخبار الاصل

قصة الخادم الامين، بقلم: احمد جمال سعد -بيت جن

نشر اول : 20.08.2017 20:00

روى عن خادم أمين يعيش في احدى قرى الموحدين الدروز في الجليل الأعلى، هذا الخادم ليس بالصدفة أصبحت كنيته “الخادم الأمين ” !!، فقد روي عنه بانه أعطى وضحى من اهم وأغلى السنين لكل رجل بسنه، أعطى ليخدم مجتمعه وبلدته وعلى حساب عائلته ومصلحته الشخصية، فأعماله لا تعد ولا تحصى للمصلحه العامه، منها بناء المدارس وشق الشوارع وبيوت الجمع للاتراح خاصة وبعد وبعد وبعد، مشاريع لا تعد ولا تحصى ، كان هذا الخادم في عز أيامه وريعان شبابه أسدا وجبلاً لا تهزه الرياح ،خاصة في الدفاع عن حقوق أهله وبلده، وكان دائماً يتبع نهج “بأن الحق يؤخذ إن لم يعطى بالتي هي الأحسن”، كل أبناء جيلي وأكبر يذكرون مواقفه الجباره التي أودت على بلدته وأهله بإنتصارات لا تعد ولا تحصى للمصلحه العامه والمشاريع الخيره، مرت الأيام والسنين ونحن كدين وطائفة مؤمنه لا نعرف ماذا يخبئ لنا الدهر من منائح ومصائب على حدٍ سواء!! أراد الباري بأن هذا الخادم يمرض ويضعف أمام مشيئة الله، أراد الباري بأن عائلة هذا الخادم لم يتركوه وسهروا على راحته، أعطوا بقدر المستطاع وضحوا بكل ما يمتلكونه من قوة ليعينوه ويكونوا له سنداً !!
وصلت به الحال ليكون معلقاً برحمة أسرته وخاصةً زوجته المصون!! فبات محتاجاً للعناية الدائمة حتى بأبسط حاجات رجلٍ بسنه، الكل يعرف بأن عصرنا صعبٌ وأقل الأمور تحتاج لسياراتٍ وغيرها للتنقل، التنقل بين الأطباء والمستشفيات، عصرنا صعب للغايه وكلٌ منا مشغول بأعماله والجري وراء لقمة العيش،، بقيت زوجة هذا الخادم ساهره وصامدة أمام رغبة الباري عز وجل ومؤمنة بالقضاء والقدر ، مسلّمه وقويه ، بقيت سنداً تسهر آلليالي على راحته، ككل النساء هذه الإمرأه تقود السياره وتنقل زوجها لكل مكان يطلب للعلاج ولتحرص على عدم توفير أية وسيله لعلاجه لعلها تقدم له مساعدة وتعينه بالتغلب على مرضه، ألهم الله يوما هذا الخادم وقد أراد التواصل مع الدين، وكما يقال بالعامية “يطلب دينه”، متبع لدينا طلب صفو خاطر رجال الدين، طلب وما زال هذا الخادم يطلب صفو خاطر رجال الدين، ولكنهم وللاسف وضعو أمامه المعصيات، ورفضوا تقبله بحجة أن زوجته تقود السياره!! أذكرهم بأن زوجتة مستعدة لكل ما يطلبون في سبيل إعانة زوجها، فهي تقود السيارة لجانبه ، لتنقله بين الطبيب والآخر لتكون متأكدة أنها لن ولَم تقصر يوماً بعمل كل ما تستطيع لإعانة زوجها العاجز،، هل هذا هو ديننا الذي يدعي للمحبه والمساواه؟، هل هذا هو مثلكم لحفظ الإخوان؟، تجعلون رجلا عاجزا مريضا يتعلق برحمتكم، هل هذا المثل الذي تريدون ان نقتديه؟، تحكمون بدون رحمه وتجعلون رجلا كهذا معلقاً برحمتكم؟، هنالك العشرات بل المئات استلموا دينهم على النهج المتبع فقط على فراش الموت!! يعني في التيار السريع!! والكل يعرف والمجتمع يشهد، هل هذه هي القيادة الدينية التي نصبو اليها،، ؟ أين مساواة المرأه؟، أين الأمانة ورد الجميل لرجلٍ خدم مجتمعه عشرات السنين؟، أين أنتم من الحث على التقرب من الدين ؟؟ بُتم قاسيين وعديمي الرحمة، ديننا دين التوحيد يدعو للمحبة والمساواه وحفظ الارض والعرض، حفظ الاخوان ومساعدة الضعيف اذا غدر به الزمان، كل ما يطلبه هذا الخادم هو الاتصال بالدِّين والتقرب من الله عز وجل، من أنتم لتمنعوه، ماذا حل بعقولكم ورحمتكم، لماذا تعذبون أسرة كهذه وزوجة رجل كل ما تريده هو الوقوف لجانب رجل أمين كهذا؟، نسيتم مواقفه المشرفه، ماذا دهاكم ،؟؟ أين أنتم من الله؟ ، أين أنتم من وصايا الرب؟، تحكمون وتحللون ما شئتم، نحترمكم ونقتدي بكم ، نفتخر بعمائمكم الناصعة البياض، نفتخر بدين التوحيد الذي يدعو للتآخي والمحبه ، ارتجف وأبكي حين اكتب هذه الكلمات، بقي ان نتوسل إليكم ونركع ونخشع كي تتفهموا هذه المصيبه، ألوم مجتمعا كاملا،، ينسى العمل الحسن ويتمسك بحجج فارغة وظالمه ، كل يرى ويدّعى بقصر النظر، اتوسل لتصل كلماتي لآذان صاغيه، عَل مجتمعنا يستفيق من سباته العميق، علنا نصبح مجتمعا حنونا وغيوراً على أناس اعطوا أغلى والذ سنينهم لخدمة مجتمعهم ، ضحوا بمستقبلهم وراحة عائلاتهم لخدمة مجتمعنا!! واطرح السؤال الذي عجز في الإجابة عنه رجال الدين والقياده الدينيه باكملها !!
هل حرام على امرأه ان توصل زوجها ومحرمها بغية العلاج والصراع والمثابرة للحياة باحترام دون ان تعوز احد أو تحمّل احد، اَياً كان، هم زوجها ومشاق علاج متتالي ودائم؟؟؟
حرام علينا كمجتمع ان نقبل ونوافق على حكم ظالم كهذا، احترم رجال الدين وافتخر بهم، أحثهم وأتوسل اليهم بان يكونوا عادلين وغيورين على مجتمعنا وعلى أناس اعطوا اكثر مما يمكن في سبيل المصالح العامه..
أودّ التنويه بأنني لست مهاجما لأهل الدين ولست مدافعا عن الخادم الأمين، ليس لي غاية أو هدف أيا كان، القضية التي طرحتها وسمحت لنفسي ان اسميها بقصة الخادم الأمين ، هي قضية مؤلمه ليس بمضمونها ، إنما بتمسكنا دون تمييز بأحداث أو حادثات خارجه عن النطاق المتبع!! وكما يقال هنالك شواذ ويجب اعطائها حقها الطبيعي للاستمرار، ليس من المعقول غض النظر عنها وعدم اعطائها اهتماما تستحقه!! وكما يقال: إن اللبيب من الإشارة يفهم !! وفهمكم كفاية من هو الخادم المذكور وما هي قصته المؤلمه!!
ولكم ولي التوفيق…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *