الرئيسيةاخبار الاصلزمن … الاخوة الأعداء بقلم : نديم إبريق – أبو سنان
اخبار الاصل

زمن … الاخوة الأعداء بقلم : نديم إبريق – أبو سنان

سأطرح أمامكم أيها القُراء الأعزاء ، موضوعًا أضحى اليوم في مجتمعنا داء ، وحان الوقتُ أن نبحثَ له عن دواء – إنه موضوع ” الاخوة الأعداء”…
كان الاخوةُ في الزمانِ الغابرِسُعداء ، والروابط الاسرية متينة متماسكة أساسها الصفاء والوفاء . عاش الاخوةُ فيما بينهم حياة عكست النقاء ، ناموا في غرفة واحدة تحت سقف واحد من الالفة والهناء ، فسارع الأخُ لمد يد المساعدة
لإخوته دون طلب أو رجاء . كان الانسجامُ تامًا بين الأبِ والأمِ في تربية الأبناء ، فأغدقوا عليهم في الحنان دون تمييز وتفرقة وتوزع الحُبّ على حدِ سواء ، فانعكس هذا الحبّ في البيت في كل فناء ، لأن جذوره متأصلة في القلوب والأحشاء.
واليوم ؟! تغلغل البُغض والحسد في القلوب وزاد الجفاء ، وأصبح الأخوة قلبًا وقالبًا أعداء . أصبحت القسوةُ والعداوة ميزة عصرنا ، فتحولت الحياة إلى عناء.
أبحثُ عن أسباب لهذه المصيبة ولهذا البلاء ، فأجدها عديدة وكثيرة – صعبة العدّ والإحصاء . أهمها يعود للأهل ، واسمحوا لي بهذا النقد البناء – فنحن نُكرّر جُمل قاتلة للمحبة وللأخوة ، بل تدل أحيانًا على حماقة وغباء : ” لماذا لا تكون مثل اخيك في الفطنة والذكاء ؟ فهو أفضل منك ولا عجب بأنك تُعاني وهو ينعم بالنعمة والثراء !”
لقد تمادينا في التمييز بين أولادنا – فهذا لا نكترث له ولضيقه ، وذاك ننعم عليه بالعطاء ، فنزرع الحقد والكره في نفوس الأبناء ، لذا لا عجب أننا نعيش في بيت واحد دون سلام أو كلام أو نداء ، فتستمر القطيعة أيامًا وأشهر وسنوات ويعيش الاخوة فرقاء.
وللجانب الماديّ قسطٌ في هذه العداوة بين الأشقاء، حيث أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة وازدياد هذه النائبة وهذا الداء ، فقد أصبح كل شخص لا يكترث إلا لنفسه ولمصلحته الماديّة ، التي اضحت له نبراسًا وضياء ، ليصل الوضع أحيانًا إلى حدّ الجريمة أو المثول في أروقة المحاكم والقضاء ، فبالأمس خلاف على متر أرض واليوم خلاف على دار وبناء ، وغدًا صراع على إرث الاجداد والآباء…
ولا ننسى النميمة والفتنة التي تُشعلها بعض النساء، وتحريضهن على الاختلاف والقطيعة مُستعملات الحيلة والدهاء ، فتدفع بزوجها الى رفع يده في وجه أخيه وحتى إلى سفك الدماء، فتتشتت العائلة ويتفرق الاخوة ويتعادى الاحفاد بسبب كيد الزوجات والنساء.
تعالوا نُفرغ القلوب من شحنات الحقد والبغضاء ،
تعالوا نجعل الحوار ديدننا ونبني علاقة الاخوة على النقاش والاصغاء ،
تعالوا نتذكر حينما كُنا نجتمع على مائدة الغداء والعشاء ، ننتظر بعضنا البعض لنتشارك في هذه السويعة ونتقاسم الزاد والماء،
تعالوا نتذكر حينما كُنا ننام تحت قبة السماء ، نضحك ونفرح بالرغم من الفقر والعناء ، تعالوا نعود لنكون اخوة فقد شمت فينا الاعداء !!!!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *