الرئيسيةاخبار الاصلمجلس ثقافي توحيدي علماني ديني رجالي نسائي للحفاظ عى الهوية الدرزية، بقلم:الشيخ فايز عزام
اخبار الاصل

مجلس ثقافي توحيدي علماني ديني رجالي نسائي للحفاظ عى الهوية الدرزية، بقلم:الشيخ فايز عزام

مجلس ثقافي توحيدي علماني ديني رجالي نسائي للحفاظ عى الهوية الدرزية

 بقلم : الشيخ فايز عزام 

اقيم يوم دراسي بعنوان الهوية الدرزية كحافز للنهوض بالطائفة الدرزية في القرن الواحد والعشرين في منتزه أبو سنان للأفراح يوم السبت 26/12/2015 بدعوة من صندوق العون الدرزي برئاسة الشيخ أبو عنان زيدان عطشة والشيخ أبو صافي صالح الشيح والسيدين ابو امير عاطف كيوف وابو رسلان شريف أبوركن والعبد الفقير. 

 

أدار المحاضرات والنقاش السيد أبو عنان حاتم حسون وحاضر الباحث كلود صاحب البحث عن الهوية الدرزي والبروفيسور أبو محمد جمال زيدان الذي تحدث عن الجينات الوراثية للطائفة الدرزية.

 

نص المداخلة التي القيتها هناك:

 

بيننا رجال دين وعلم وأدب ورجال أعمال ومبادرون ومدراء وأصحاب مشاريع. 

 

انا العبد المتكلم، كرجل دين، أود ان اطرح أمام حضراتكم الموضوع الديني كموضوع مركزي للهوية الدرزية.

 

لا تجمعنا في هذا اللقاء العلاقات السياسية ولا العائلية ولا الحزبية ولا القروية. ولكن ما يجمعنا ويوحدنا هو الرابط الديني. الدين هو الرابط واللاصق. هو الصمغ الرئيسي في علاقاتنا.

 

الدين هو العامل الأساسي في نشوء وتكون وتبلور هذه الطائفة وصمودها. وهو الكفيل ببقائها والحفاظ عليها كوحدة بشرية اجتماعية متكتلة ومتعاونة ومتكافلة وحية وقائمة وموجودة ومستمرة حاضرا ومستقبلا . كما علمتنا التجارب وكما ظهر في هذا البحث.

 

لكنه ليس وحده الكفيل باستمرار وجود هذا الطائفة صامدة كريمة، بل يجب تدعيمه ومساندته بالعلم والعمل والاقتصاد والمال والسياسة والإعلام والتطور. 

 

لكن يظل الدين الأساس. فهل هذا الأساس ثابت وقوي اليوم كما كان سابقا؟

 

إني وأنا الناظر من الداخل والخارج اشعر بأننا في أزمة واني متخوف من النهج الذي نتعامل به مع الدين.  

 

يرى البعض ان هناك نهضة دينية. فلماذا القلق؟  صحيح ان هناك نهضة لكنها نوعية وليست عددية. 

 

 لقد ازداد عدد المتدينين. لكن نسبتهم لم تزدد. لكن ازداد التعصب من جهة، وازداد التغيب او الاغتراب من الناحية الأخرى. 

 

نلاحظ اليوم تضييقا على المحاولات لطرح فكر ديني تقدمي واحتكارا للدين من قبل بعض رجال الدين.  وبالمقابل نلاحظ ابتعادا عن الدين ورجال الدين من قبل العلمانيين والمثقفين والشباب. 

 

فكم من شاب او علماني لا يعرف شيئا عن الدين ويعتبره غريبا.! والأخطر كم من شاب وشابة تعتبر الدين او رجال الدين أعداء للتقدم والتعلم والتطور والعقل! وبالمقابل كم رجل دين يعتبر العلمانيين والمثقفين اعداء للدين وخطرا على الدين! 

 

ما هو مصير الشاب او الشابة  العلماني الذي لا يعرف عن دينه شيئا ويعتبره غريبا عنه، وقد يعاديه؟ ما الذي سيجمع بعد ذلك  الطائفة على طبق واحد.؟ كيف سيظل شعار الدروز مثل طبق نحاس قائما بالفعل؟ 

 

ما هو مصير طائفة 80% من أبنائها وبناتها علاقتهم مع الدين على السمعة، ان لم تكن مقطوعة او عدائية؟

 

 الدروز هم الطائفة الوحيدة التي معظم أتباعها لا يعرفون عن دينهم شيئا ولا يسمح لهم بذلك إلا في الخلوة.  بينما عند باقي الطوائف والأديان الباب مفتوح أمامهم لمعرفة دينهم وعقيدتهم. وهكذا يظلون مرتبطين بالدين. 

 

كيف سنحافظ على وحدة الطائفة مع ازدياد هذه الهوة والفجوة بين المتدينين والعلمانيين. وكيف سنصون هذه الجينات الخاصة الثمينة التي تحدث عنها آخونا بروفيسور أبو محمد جمال زيدان، وهذه الميزات الشريفة التي أبرزها ضيفنا كلود في بحثه.

 

تشهد السنوات الأخيرة خطوات مباركة تقوم به المدارس ومبادرات فردية لنشر المعرفة الدينية لدى الشباب والنساء، لكنها لا تفي بالغرض لا عمقا ولا مساحة ولا اتساعا ولا امتدادا ولا استمرارا ولا تنوعا، وتدور في فلك توعية الواعين، ومقتصرة على نفس الجمهور الضيق. 

 

ولكي نخرج من هنا بقرارات او اقتراحات او خطط عمل او مشاريع كخلاصة هذا اليوم الهام، لدي فكرة واقتراح اطرحه أمام حضراتكم علّه يكون احد برامج العمل المنبثقة عن هذا الاجتماع: 

 

بما ان المجلس الديني للطائفة الدرزية في إسرائيل يقوم بواجبه الديني بما يخص أمور الدين وأهل الدين، ولكنه لا يقوم بواجبه الاجتماعي تجاه كل أبناء الطائفة وفي كل المجالات، فلا يأخذ بالحسبان هموم العلمانيين والعلمانيات. وقد لا يعتبرها من صلاحياته. 

 

لذلك أدعو إلى تبني رأي قديم. وهو إقامة مجلس تطوعي من رجال ونساء متدينين وعلمانيين، شيوخا وشبابا. على غرار المجلس الملي في لبنان، يتدارس ويتداول أمور الطائفة الفكرية والثقافية والتربوية، لا السياسية ولا الحزبية، لا وجاهية ولا زعامية ولا مالية ولا ما يختص بالاوقاف والمقامات، ليكون منتدى او حلقة او منبرا مفتوحا يطرح بدائل فكرية تجمع ما بين الدين والدنيا، ويعرض فكرا دينيا تقدميا عقلانيا واعيا لظروف اليوم، ويفتح المجال للرجال والنساء التقرب إلى الدين، وتوسيع الباب لا تضيق الخناق.

 

مجلس تناقش فيه آراء واقتراحات وحلول لمشاكل عالقة كتعلم الفتيات  المتدينات وعمل النساء وسياقة السيارات وغيرها من الأمور التي تعيق عجلة التطور، وتضع الدين في خانة المعوق والمانع، بدل ان يكون الدافع والداعم. وان يعمل على نشر الوعي الديني والمعرفة الدينية لكل أبناء وبنات الطائفة، وإيجاد صيغة تقارب بين رجال الدين والعلمانيين كوسيلة لخلق جو من الوعي الديني المشترك الرابط واللاصق بين أفراد وجماعات وفئات هذه الطائفة، ونسج الخيوط التي تشدنا بعضنا بعضا.

 

هذا العمل يحتاج إلى جهود مشتركة بين المتدينين والعلمانيين. لا ان نضع المسؤولية على رجال الدين لوحدهم او على العلمانيين فقط . 

 

 جاء في الآية الكريمة: لقد أرسلناك رحمة للعالمين. فالدين صيانة ورحمة. وجاء لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. فيجب مراعاة قدرات الناس واحتياجاتهم وظروفهم. 

 

وقال كمال جنبلاط: حرام على من سكن حرم المعبود ودخل الدار ان لا يعرف قدس الأقداس. وحرام على من لا يجعلون هذه الحكمة تتفتح بكل قلب، وتضيء بسراجها كل عقل.  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *