الرئيسيةاخبار الاصلكلب وفي ولا عضو كنيست كذاب!!، بقلم: الدكتور جمال قبلان
اخبار الاصل

كلب وفي ولا عضو كنيست كذاب!!، بقلم: الدكتور جمال قبلان


قبل ان نكون صادقين مع الناس علينا ان نصادق ونصدق مع انفسنا، وواجبنا دوما فرادى وجماعات ان نحارب الكذب والالتواء في الحديث والممارسة حتى ننجح ونصل الى غايتنا، وكثيرون ما يوهمهم كذبهم فينسوا امورا داخل ذاتهم، وباطنهم يستصرخهم، ويصرخ ولكن هيهات ان تصغي له اذانهم، ويستغرب البعض حين لا يحقق اهدافه، ولكنه في حقيقة باطنه يعلم كل العلم انه لم يصدق مع الاخرين كما انه لم يصدق مع نفسه فوقع في الخطأ القاتل!
الصدق واجب على عضو الكنيست حياتي ويومي للفرد والجماعة، وافراد كثيرون يجرهم كذبهم على الاخرين للممارسة السلبية دون ان يدري ويشير البعض بأصابع الاتهام بالكذب ومن تكرار الاشارة يصبغ على من يحسده او يغار منه صبغة الكذب، ومن هنا تضيع الحقيقة، ويصبح الصادق كاذبا، والكذاب صادقا وخاصة اذا كان المتهم لا يهمه كلام الناس بقدر ما تهمه الحقيقة والعمل الصالح، والصراحة قولا وعملا. وافراد مجتمعنا بسطاء الى درجة ان الظواهر اصبحت همهم وشغلهم الشاغل، او انهم يعيشون الضياع في حلكة الظلام، ولا يملكون مصابيح تضيء لهم الطريق، وسراب كاذب يوهمهم لوقت طويل قبل ان يصلوا الى الحقيقة، وعندها يكون الوصولي الانتهازي قد وصل الى مراده.
(وجوههم صفر) نعت يصفه مجتمعنا لأولئك الكذابين الصادقين، والذين يشار اليهم بالبنان بانهم صادقون ولكنهم في الحقيقة ان مجتمعنا البسيط توهم انهم صادقون، ولكن الكذب سمة ممارساتهم، وصبغة يصبغون بها الاخرين، وهؤلاء يضرون المجتمع اكثر مما يضره اعداؤه لانهم عملوا على اضاعة الحقيقة وصار الصدق نادرا في معظم الاحيان.
في مجتمع تتسابق فيه السيقان نحو المركز لا بد ان يكون الكذب ممارسة بعض المتسلقين والانتهازيين، وحقيقة مجتمعنا كذلك حيث كثر المتسلقون والانتهازيون وكثر فيه الكذب، وضاعت الحقيقة وضاع الصادق فيها.
ما اسرع الادعاء للبعض بانهم كانوا.. وصاروا… وعملوا.. كانوا في مراكز وناضلوا وجاهدوا، ووقفوا وقفة صادقة، ولكنهم نسوا ان التاريخ لا يرحم، وان الزمن لم تنقلب ساعته الى درجة الدائرة، ولا زال البعض شواهد على التاريخ، ويعرفون الاسماء، ومن كان في الكنيست، ومن لم يصله ابدا، ولا داعي للكذب، وتزوير التاريخ.
تزوير التاريخ جريمة انسانية واخلاقية، وخاصة اذا كان المجتمع يعيش مرحلة حركة التقدم، والواجب يحتم على الجميع ان يصدق مع نفسه ومع الاخرين، ولا يزور التاريخ والمواقف والادعاء بما ليس فيه من اجل الوصول او النجاح، واذا نجح البعض في تزوير الحقائق فسرعان ما ستنكشف الحقيقة، وعندها سيحاسبه مجتمعه حسابا عسيرا، والجريمة الواحدة تتعدد الى جرائم عدة هنا فالكذب احداها، والاستهانة بأفراد المجتمع وبعقولهم الجريمة الثانية علاوة على تزوير الحقائق والوقائع مما يؤدي ذلك الى فشل المجتمع بأكمله!!
الصدق يجب ان يسود كل شرائح مجتمعنا من الطفل الى الكهل، ومن العنصر الى القائد، والى عضو الكنيست، وكما يجب ان تصدق في اداء مهماتنا اليومية حتى ننجح في الدائرة التي نعمل ضمنها لا ان ننصح الاخرين ونقوم بأعمال منافية للحقيقة التي تضمنتها النصيحة ذاتها، فالشرطي مثلا عليه ان يتعامل مع الناس بمحبة وصدق، والا يقوم بأعمال لا يمليها عليه ضميره، وان ينظر في ما حوله وفي نفسه ويحارب السلب حتى في النظافة.. نظافة المواطن قبل الذات وما ينسحب على الشرطي وينسحب على القائد وعلى عضو الكنيست، وكل شرائح مجتمعنا وتطبيق الحقوق والقانون حق مقدس وواجب على كل افراد المجتمع.
كثيرون ما يرمون بالتهم جزافا على الاخرين. ويعددون المناقب السيئة والتجاوزات السلبية ويصبح هذا القول عنوان حديثهم وخطبهم وكتاباتهم ويتناسون ان محيطهم الشخصي، وممارستهم الذاتية تتسم بتلك التهم، والسلب علامة خاصة فيهم وفساد الاخرين الظاهر للناس هو في الحقيقة فساد في ممارستهم، وتجاوزاتهم لا تعد ولا تحصى، ولهذا عليهم ان يصدقوا مع ذاتهم ويحاسبوها قبل ان يشتم الاخرون الرائحة التي انبعثت من فسادهم ويحاربوها لكل المواد المضادة، وتكون المحصلة اجتثاثهم من المجتمع.
والاسئلة كثيرة حول سمات المرحلة القادمة ولهذا يجب ان يكون الصدق عنوانا لنا والا نرهب مواجهة الفساد، وحتى الكذب لان المواقف هشة ولا تحتمل الكذب او النفاق، وان نشير لما نراه ضارا للمجتمع الصالح وان نوازن ذلك بميزان صدق دقيق حتى نواجه المرحلة بصلابة.
ولماذا لا نقول لعضو الكنيست انت كاذب في عينه، ولماذا لا نقول له كن بالوفاء كالكلب، وللمخطئ بنفس الاشارة. الصدق والوفاء والشجاعة في قول الحقيقة يوصلانا الى النجاح والمحافظة على مجتمعنا من الانهيار اكثر!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *