
بَعَثَ اللهُ شُعيباً ( ص ) نبيّاً , واعظاً ومُصْلِحاً بدعوَةِ نورٍ وَهَدْيِ خيرٍ في أهلِهِ - أهلَ مِديَن _طالباً إليهِم الكَفَّ عن عبادةِ شجرةِ الأيْكِ ,واتباعَ طريقِ الهدى والإيمانِ باللهِ , وبأنْ يوفوا الكَيلَ والميزانَ في تجارتِهِم وأن يقِرّوا بالحلالِ وينكروا الحرامَ., إلا أنّهم سخروا منهُ وكذَبوهُ , حتى انَّهم اتَّهموهُ بالسحرِ وتحدّوهُ أن يأتِيَهُم بمعجِزَةٍ من السماءِ تجعلُهُم يؤمنونَ .
وكانَ الوَحْيُ أنْ يَخْرُجَ نبيُّ اللهِ ( ص ) والقومُ المؤمنون من مِدْيَن فظَنَّ أهلُ مِدين انَّهم هجروا بعدَ أن يئسوا من أهلِها .

سَلَّطَ اللهُ على أهلِ مدين شمساً حارِقةً وحَراً شديداً فالتَجَؤوا إلى منازِلِهم ولكنَّ الحرَّ لَحِقَ بهم في كلِّ رُكنٍ , حتى تحتَ ظلالِ الأشجارِ والصخورِ !!
كانَ الحرُّ شُهُباً بل جمراً استعرَ ليشوي جلودهُم ويحرقُ أنفاسهم , وَإذْ بسحابَةٍ كبيرةٍ خارجَ القريَةِ , فما كان منهم إلَّا الإسراعُ ليستظلّوا بظلِّها.
وبعدَ أن اجتمعوا ألهَبَها اللهُ وَأمطرها عليهِم ناراً وحِمماً أهلكتهُم عن بِكْرَةِ أبيهِم , ونجَّى اللهُ شُعيباً ( ص ) وقومَهُ المؤمنين .